سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن اسم الله تعالى الجبار؟
فأجاب بقوله: الجبار له ثلاثة معان:
الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.
الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
الثالث: جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.
قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار:
وكذلك الجبار من أوصافه … … … والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا … … ذا كسرة فالجبر منه دان
والثانِ جبر القهر بالعز الذي … … لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو … … … فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة الـ … … … ـعليا التي فاقت لكل بنان
انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
"فتاوى العقيدة" (صـ 56) .